أكرم
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 162 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمر : 39 الموقع : https://star-ten.alafdal.net
| موضوع: الوعظ و التذكير عند النبي صلى الله عليه و سلم ..فرقة الانصار الإثنين يونيو 14, 2010 2:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضله الله فلا هادى له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله ...
أما بعد :
كان عليه الصلاة و السلام ينتهز جميع الفرص للوعظ والتذكير: .. فهو بعد الصلاة يدعو الناس .. ويحببهم إلى ربهم .. وفي السوق يرغبهم فيما عند خالقهم .. وفي الطريق يذكرهم بمعبودهم .. انظر إليه .. يردف وراءه يوماً عبد الله بن عباس .. فيلتفت إليه في وسط الطريق .. وينتهز الفرصة أن تفوت .. فيقول : يا غلام .. إني أعلمك كلمات .. احفظ الله يحفظك .. احفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله .. وإذا استعنت فاستعن بالله .. وفي يوم آخر .. يردف معاذ بن جبل .. وراءه .. فيلتفت إليه وسط الطريق .. ويقول : يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله .. حق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً .. وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ..
بل حتى عند القبر .. كان عليه السلام .. يستغل اجتماع الناس لهدايتهم .. روى الإمام أحمد عن البراء بن عازب قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة .. فقال : علام اجتمع عليه هؤلاء ؟ قيل : على قبر يحفرونه .. ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فبدر بين يدي أصحابه مسرعاً .. حتى انتهى إلى القبر .. فجثا عليه .. قال البراء : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع .. فبكى حتى بل الثرى من دموعه .. ثم أقبل علينا .. فقال : أي إخواني لمثل اليوم فاعدوا .. * * * * * * * * * * بل .. لم يكن اهتمام النبي عليه السلام .. مقتصراً على كبار الأنام .. بل اعتنى بالصغار والكبار .. والعبيد والأحرار .. عند البخاري أنه صلى الله عليه وسلم .. يسمع بغلام يهودي مريض .. فيقول لأنس هلم بنا نزوره .. فيخرج إليه يزوره .. فلما دخل صلى الله عليه وسلم عليه .. فإذا الغلام طريح الفراش .. وأبوه قاعد عند رأسه .. فقال له النبي عليه السلام : يا فلان .. قل : لا إله إلا الله .. فنظر الغلام إلى أبيه .. فسكت أبوه .. فأعاد عليه النبي عليه السلام .. فنظر الغلام إلى أبيه .. فقال أبوه : أطع أبا القاسم .. فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلا الله .. وأنك رسول الله .. فتهلل وجه النبي عليه السلام .. ثم قام فخرج وهو يقول : الحمد لله الذي أخرجه بي من النار .. لنتأمل قليلاً .. غلام خادم .. لا مال له ولا عشيرة .. بل هو في سياق الموت .. ومع ذلك يفرح النبي عليه السلام بإسلامه .. لأنه نجى من النار .. * * * * * * * * * * بل انظر إليه عليه السلام .. لما خرج طريداً شريداً من مكة .. وقريش تجعل الجوائز لمن قتله .. فيخرج متخفياً عن الكافرين .. ويختبأ في غار مليء بالعقارب والثعابين .. خوفاً من بطش المشركين .. وما يكاد يخرج منه .. ويمضي إلى المدينة .. عليه وعثاء السفر .. وكربة الضر .. حتى لقيه في الطريق بريدة بن الحصيب .. أعرابي في الصحراء .. فلما رآه النبي عليه السلام .. نسي تعبه ونصبه .. وأقبل عليه يدعوه إلى الإسلام .. ونبذ عبادة الصنام .. ويستميت في سبيل ذلك .. فيسلم بريدة .. ويرجع إلى قومه فيدعوهم .. فيسلم منهم ثلاثون .. فيأتي بهم في الظلام .. إلى النبي عليه السلام .. فيصلون معه العشاء .. كما عند ابن سعد في الطبقات .. ما منعه خوفه ولا رعبه .. ولا جوعه ولا نصبه من هداية الناس إلى ربهم ..
عليه افضل السلام وأتم التسليم والحمدلله رب العالمين دمتم برعاية الله فضيلة الشيخ : محمد عبد الرحمن العريفي | |
|